- التفاصيل
-
كتب بواسطة: admin
-
المجموعة: ملف الحج
الحجُّ أشهر معلومات (1)
الحمد لله الذي شرع الشرائع وسنّ الأحكام وفرض على العباد أركان الإسلام وجعل منها حجّ بيته الحرام وأشهد أنّ لا إله إلا الله الملك العلّام وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله أفضل مَنْ صلى وحجّ وصام وعلى آله وأصحابه البررة الكرام .
ثمَّ أمّا بعد :
فاعلم أخي ـ أرشدك الله إلى ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال وسائر الأحوال أنَّ من أجلِّ الفرائض وأعظم الأركان حجّ بيت الله الحرام الذي يبذل فيه المسلم والمسلمة النفس والمال والجهد.
و نحن في هذه الأيام نعيش أشهر الحجّ وهي شوّال و ذو القعدة و ذو الحجّة، قال تعالى : "الحَجُّ أشْهُرٌ مَعلُوماتٍ فَمَن فَرَض فِيهنَّ الحجَّ فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدَال في الحج وما تَفعلوا من خَيرٍ يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التَّقوى واتقونِ يا أولي الألباب " { سورة البقرة : 197}
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أشهر الحَجِّ شوَّال و ذو القعدة و العَشْر من ذي الحَجَّةِ.
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : من السُّنَّة أن لا يحرم بالحجِّ إلاّ في أشهر الحجِّ.
يقول العلّامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ : أشهر الحجّ شوَّال، ذو القعْدة و ذو الحَجَّة كُلُّهُ و هو مذهب مالك ـ رحمه الله ـ و هو الأقرب للصحة.
و قال ـ رحمه الله تعالى ـ الرَّاجحُ أنَّ ظاهر القرآن " الحجّ أشهر معلومات " أنَّ الحجَّ لا ينعقد إلاَّ في هذه الأشهر كما في قوله تعالى : " إِنَّ الصَّلاةَ كَانَت عَلَى المُؤمِنِينَ كِتَابا ً مَوقُوتَا ً " {النساء : 103}
فمن نوى قبل ذلك تتحول عُمرة.
· و معنى الرفث : الجِمَاع.
· و معنى الفسوق : المعاصي.
· و معنى الجِدَال : المِراءُ.
· قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ : الرَّفَث ُ : يُطلقُ و يرادُ به الجماع و يطلق و يرادُ به الفُحش و يُطلق و يُراد به خِطاب الرجلِ المرأة فيما يتعلق بالجِماع.
· و قال الأوزاعي ـ رحمه الله تعالى ـ : الرفث : التصريحُ بِذكرِ الجماع.
· قال العلماء : الرَّفَث ُ : كلمة ٌ جامعة ٌ لكلِّ ما يُريدُهُ الرَجل منَ المرأة.
و لِعظم شأن هذه الفريضة سوف أصحبكم عبر هذه المقالات مع رحلة الحج المباركة و تبدأ رحلتنا ببيان معنى الحجّ و المناسك و الترغيب في الحج و العمرة و بيان حكم الحجّ مع ذكر الأدلة من الكتاب و السنة و الإجماع فأقول و بالله التوفيق :
أولاً : معنى الحج والمناسك :
الحجّ لغة : الحجّ ـ بكسر الحاء و فتحها ـ مصدر حجّ المكان يحجّه إذا قصده.
و الفاعل حاجُّ وحاجج ومؤنَّثُه حَاجَّة ٌ والجمع ُ حُجَّاجٌ وحجيجٌ والمَرةُ الواحدة حِجَّة ٌ بالكسر.
الحج شرعاً و اصطلاحاً : قصدُ البيت الحرام لعمل مخصوص في زمن مخصوص بنيّة آداء المناسك من طواف و سعي و وقوف بعرفة وغيرها.
قصد البيت الحرام و المشاعر العِظام و إتيانها في وقت مخصوص و على وجه مخصوص و هو الصفة المعلومة في الشرع من الإحرام و التلبية و الطواف و السعي و الوقوف بعرفة و الوقوف بالمشاعر و رمي الجمرات و ما يتبع ذلك من الأفعال المشروعة فيه فإنّ ذلك كُلَّهُ من تمام قصد البيت.
و النسك : العبادة العامَّة : و يطلق على أعمال الحجّ خاصة لقوله تعالى على لسان إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام : " وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا " {البقرة : 128}
و قوله تعالى : " فَإذا قَضَيْتُم مَنَاسِكَكُم " { البقرة : 200 }
و قد يطلق النسك على الذبح لقوله تعالى : " قُلْ إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومَمَاتِي لِله رَبِّ العَالَمِين (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوّلُ المُسْلِمِين " {الأنعام : 162 ـ 163}
ثانياً : الترغيب في الحجّ و العمرة :
وردت نصوص كثيرة في السنّة المطهرة ترغب في الحج و العمرة نذكر منها :
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول : " مَنْ حجَّ للهِ فلمْ يرفُث ْ و لم يفسُق رجَعَ كيومِ ولدَتْهُ أُمُّه ُ " { رواه البخاري و مسلم }
2 ـ و عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أيضا ً قال : سئل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : أيُّ الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله و رسوله قيل ثمَّ ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله، قيل : ثمَّ ماذا ؟ قال: حجّ مبرور " {أخرجه الشيخان وابن حبان } .
و الحجّ المبرور هو الذي لا يخالطه إثم و قيل هو المقبول.
3 ـ و عنه ـ رضي الله عنه ـ أيضاً : عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال :" جهاد الكبير و الصغير و الضعيف و المرأة الحجُّ و العمرة " { أخرجه النسائي 557/2}
4 ـ و عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال : " تابعوا بين الحجِّ و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكيرُ خبث الحديد و الذهب و الفضة و ليس للحجّ المبرور ثواب إلا الجنّة " { النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ، وأحمد }
فعلى المسلم و المسلمة عند الإستطاعة المبادرة بأداء الفريضة لأنّها على الفور لقول النبي صلى الله عليه و سلم –" تعجلوا الحجّ " يعني الفريضة { البخاري 1/49 و مسلم 1/45 }
ثالثاً : حكم الحج مع ذكر الأدلة :
الحجّ ركن من أركان الإسلام و هو فرض على المكلف المستطيع مرة واحدة في العمر و الأدلة على فرضيّة الحجّ منها:
ـ قول الله تعالى : " و لله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غنيّ عن العالمين " { آل عمران:97 }
ـ و قوله تعالى: " وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ " { البقرة : 196 }
و من السنّة المطهرة :
ـ قول النبي – صلى الله عليه و سلم - : "بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حجّ البيت و صوم رمضان " { البخاري : (1/49) كتاب الإيمان (2) و مسلم : 1/45 كتاب الإيمان (1) و اللفظ للبخاري}
ـ و قوله – صلى الله عليه و سلم - : "أيّها النّاس قد فُرض عليكم الحجّ فحُجّوا " {أبو داود 1/324 و النسائي : 2/556 }
ـ و سُئل صلى الله عليه و سلم - : يا رسول الله الحجّ كل سنّة أو مرة واحدة ؟ قال : " بل مرة واحدة فمن زاد فهو تطوع " {أبو داود : 1/324 و النسائي : 2/556 }
ـ وقد انعقد الإجماع منذ عهد الصحابة و التابعين و من بعدهم إلى يومنا هذا على أنّ الحجّ فريضة محكمة مرة في العمر على القادر عليه ، فمن أنكر فرضيته فهو كافر لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة.
ـ وقد فُرض الحجّ في السّنة التاسعة من الهجرة على الصحيح و حجّ النبي – صلى الله عليه و سلم ـ حجّة واحدة و سمّيت حجّة الوداع لأن النبي- صلى الله عليه و سلم- توفى بعدها.
إن قدّر البقاء و كان اللقاء نواصل مع رحلة الحج. اللهم إنّا نسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا و الأخرة و نعوذ بك من كلِّ شرِّ أحاط به علمك في الدنيا و الأخرة.
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو أحمد سيد عبد العاطي بن محمد الذهبي
غفر الله له و لوالديه و لزوجه و ولده و للمسلمين والمسلمات
- التفاصيل
-
نشر بتاريخ: الثلاثاء، 04 تشرين1/أكتوير 2011 20:15
-
الزيارات: 4392